إن من أكثر المشاحنات التي ضاقت في صدر ناجي هي خناقة تليفونية مع شاعر القضية الفلسطينية، محمود درويش، بعدما رسم ناجي كاريكاتير ساخرًا من دخول درويش السياسة، حيث قال ناجي في الرسم، درويش خيبتنا الأخيرة بعدما صار عضو لجنة تنفيسية»، إشارة إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

رسومات ناجي العلي

في حديثه: «رن هاتف ناجي، وعند رده تلقى بعض الكلمات التي أسرّها في صدره من درويش، إذ قال درويش لناجي بعد انتقاده: «اسمع ناجي، إنت مش قدي».. ورد الأخير: «شو هي مسألة مراجل وسحب عصى».. ورغم استياء ناجي إلا أنه كان يكن الاحترام لدرويش الذي لم يتحمل نقد الرسم الكاريكاتيري قبيل اغتيال «حنظلة» بشهرين فقط في لندن!!

ولكن بعد اغتياله، انفطر قلب درويش وأثناه في قصيدة «كنت أكتب.. وكان يرسم»، وقال درويش وقتها: «وحين استبدل عبارتي (بيروت خيمتنا الأخيرة) بعبارته اللاذعة (محمود خيبتنا الأخيرة) كلمته معاتبًا: فقال لي: (لقد فعلتُ ذلك لأني أُحبك، ولأني حريص عليك من مغبة ما أنت مقدم عليه، ماذا جرى.. هل تحاور اليهود؟ اخرج مما أنت فيه لأرسمك على الجدران)».

«لم يكن سهلًا أن تناقش ناجي العلي الذي يقول: لا أفهم هذه المناورات.. لا أفهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية».

وقالت جودي، ابنته التي رأت مقتل والدها، لصحيفة البيان: «أعتقد أن لوحات ناجي العلي تعبر عن نفسها بنفسها، وبالتالي فإن مساحة التعليق عليها تبقى ضيقة، دائمًا ما يعود شريط الذكريات الأليمة إلى ذهني». واعتبرت جودي العلي أن لخسارة والدها وقعًا كبيرًا في نفسها، خسارة من الجانب الفني وكذلك من الجانب الإنساني.

وتساءلت قائلة: «ما الذي كان يمكن أن يرسمه ناجي طوال كل سنوات الغياب تلك»، لكنها أكدت كذلك أن عزاءها في فقد والدها تستمده من زخم حضوره وحضور حنظلة المتواصل بقلوب الناس في كل أرجاء الوطن العربي، حيث من السهولة بمكان رؤية رسم كاريكاتيري لناجي أو حنظلة المنتشر حتى على السيارات في الشوارع.