قحطت البادية في أيام  "هشام بن عبد الملك" ،بعد إن تحولت الطريق من العرقوب إلى أحور  فقدمت عليه العرب ، فهابوا أن يكلموه ، وكان فيهم "درواس 
بن  حبيب" ، وهو ابن ست عشرة سنة أهله معهم صرافه ، و هوعليه شملتان. 

فوقعت عليه عين "هشام بن عبدالملك" ، فقال لحاجبه: ما شاء أحد أن يدخل عليّ إلا أدخلته ، حتى الصبيان؟!!

فوثب "درواس" حتى وقف بين يديه مطرقا. وفي يده مطرقه  فقال : يا أمير المؤمنين إن للكلام نشراً وطياً ، والكلام بغا لي وفلي .
فأعجب "هشام بن عبدالملك" بكلامه ، وقال له : أنشره لله درك.

فقال "درواس" : يا أمير المؤمنين إن في يدي مطرقة كنا نستخدمها لدق المسامير الآن لدق مرايات الباصات المكيفه هربا من الحريق . إنه أصابتنا سنون ثلاث ، سنة فيها ربع سنه بلامرتب فمن أين  نأكل وعيالنا .وصاحب البقالة قال مابعطيكم راشن إلا بعد تسديد الشهر الفائت . وسنة ونحن جالسين ع نصدر قرارات مستشار وكيل  مكيل . دنبق ياليد  ، وسنة والعظم دقيته لأجلك وصل ، وفي أيديكم فضول مال لأهل أنقره والقاهره تنفقونه على من تشاءون ونحن خصارنا بصل  فإن كانت لله ففرقوها على عباده، وإن كانت لهم ، فعلام هذا التبذير بالدولارات وعيالنا يسرحون المدرسه بلا بسط والحمد لله ماشي طابور صباحي تجنبا لتحية العلم وياكم علم في البلاد تكاثرت العلمات على خداش  ، فإن لم تقدروا على توريد الإيرادات فلاتقدروا علينا فنحن لدينا أطفال حمر الحواصل من كثرة مشاهدتهم للفواصل في  التلفزيون إنتظرونا بعد الفاصل . ياأمير المؤمنين لم نذق مفصل اللحم ولامفصل القضية القنوبيه كلما شرقت 
  وغابت قلت بالله باتزين  وأنت أدرى بهذا توكل العمر السنين . وكل يوم وأنتم  تبحثون آخر المستجدات وهذه مالها تاليه .وإنت بكسر التاء يالصاليه عجني وفتي  .
ياأميرالمؤمنين ...مر ولاتك أن يكتبنا من النازحين ياسارح القطن  سيره سلم على النازحين لننعم بالعيش السمين .
فقال هشام بن عبدالملك للغلام  سأجعل لكم إعاشه نصيبا مفروضا  تكفيكم وتعينكم على طائلة الفقر من برنامج الغذاء العالمي قال الغلام حتى الدقيق الكمت إستكثروه علينا وعندنا البحر بس إنت ونا ولعاد حد بيننا لكن العواذل فرقوا بيني وبينك . 
صفق هشام بيديه ونادى حاجبه صغ قرارا وإجعل الغلام وكيلا أربع درفات  خله يوكل مع خوته .
قال الغلام ...غير ماهو قرار أحادي الجانب ياأمير المؤمنين ?
قال هشام ....لاتخاف كل شي يتعدل في هذه البلاد بعد الديباجه إلا الأسعار .ثم نظر هشام لمن حوله وقال أف لهذه اللحى قدمت لي هذا وأشار إلى الغلام .