أكذوبة الدولة
نعيش حالة اللادولة منذ سنوات ولا أقصد بهذا الوصف التقليل أو التجريح وإنما هي حقيقة وواقع معاش لا نستطيع الهروب منه مهما حاولنا.
فشل في كل شيء ، خدمات ، تعليم ، سياسة ، سيادة ، بنوك ، وما خفي كان أعظم ، اصبحت الدولة عبارة عن سلبيات وأزمات ومماحكات تصب في صالح البعض.
أعضاء المجلس الرئاسي في إعارة يمارسون عمل الدولة عبر شبكات الإتصال والتواصل وياتون إلى البلاد كنوع من التنفيس وزيارة الأهل والأصدقاء في المناسبات الرسمية والدينية ، وفي وسط كل هذا نجد الشعب يشجب ويناشد ويصرخ ، وترى الصحافة الحرة تنادي وتنشر عن حال المواطن.
ولأننا شعب ساخر بطبعه كتبت تعليقا مرة يقول "شعب عايش عناد في عدن المفحررة " ولاقيت هذا التعليق يتكرر في أكثر من مكان ، وقتها لم أكن أدري بأن العناد تمادى إلى أن وصل للجهات العليا ، طبعا كيف لها أن تترك شيء للمواطن دون مشاركته ، داحشت وأخذت لها نصيب منه فأصبح البنك يعاند المالية والمالية تعاند الصيارفة والصيارفة يعاندوا البنك وفات فات من ذيله سبع اللفات والكبة سقطت في البير صاحبه واحد خنزير ، ونحن الشعب ما عاد درينا الخنزير أيش يشتي من الشعب لا شبع ولا أتشبع.
ما علينا خلينا باللادولة وكيف أصبح القرار معدوما والرؤية ضبابية ، عندما تتحدث مع الداخل اليمني يقول لك الكفيل من يدير البلاد ، والكفيل يصرح في كل مقابلة عن طيبته وكرم أصله وعن المساعدات والودائع المقدمة منه لإنقاذ الدولة اليمنية والشعب اليمني.
الحدود في الدولة مقسمة بين الشمال والجنوب بصورة عملية ومع هذا يتحدث المسؤول بإسم الدولة الموحدة ويرفض التصريح بعدم سيطرته على المؤسسات التي أضرت إقتصاد الوطن بصورة عامة.
حتى التاجر الذي أصبح نواة تلجأ لها الدولة وقت عجزها عن توفير السيولة المادية والنفطية هو الآخر يصرخ بسبب الروتين وصعوبة تمرير أعماله بشكل طبيعي ورسمي وكيف سخر فلول الدولة السابقة إمكانيتهم لتعجيزه.
المشهد قاتم ، الكل متعثر ، دولة ومواطن وتجار ومؤسسات ولا ندري من الجهة التي من واجبها توفير المناخ الجيد وإزالة العقبات حتى الكفيل تعثر في توحيد كلمة المجلس الرئاسي بعد أن اغتالته الإنشقاقات والمصالح الخاصة.
تتراكم المشكلات دون أدنى حلول ومع هذا نرى مراسم الإحتفالات الرسمية للدولة قائمة بتكلفة عالية !! عن أي دولة تتحدثون والشعب يبحث عن لقمة عيش كريمة تهون عليه باقي العذابات الواقعة عليه.
أكذوبة الدولة سقطت ولم يبق لهذا الشعب إلا الضياع والحرمان والصراخ الذي لا يسمعه أحد.