أفتهان المشهري لم تكن سوى امرأة آمنت بعملها وحملت على عاتقها مسؤولية تحسين مدينتها وصون حق الناس في شوارع نظيفة وحياة أكثر إنسانية، لكنها دفعت حياتها ثمنًا لهذا الواجب، لتسقط برصاص غادر وهي في قلب مدينتها.

هذه الجريمة ليست تفصيلًا عابرًا، بل رسالة دامية وطعنة في صدر كل امرأة تجرؤ أن تقول، أنا موجودة ولي حق في الفضاء العام، فحين تُغتال مسؤولة مدنية في وضح النهار فالمعنى واضح، بأن الرصاص يتربص بكل امرأة ترفض التهميش وتصر على العمل والقيادة.

المشهد ليس جديدًا، فقبل أعوام قُتلت الصحفية رشا الحرازي وهي حامل في جريمة وحشية فجرت موجة إدانات محلية ودولية، واليوم يُعاد المشهد المأساوي ذاته لتُستهدف النساء مرتين، مرة لأنهن مدنيات عُزل ومرة لأنهن نساء.

اغتيال أفتهان المشهري قضية أكبر من حدود مدينة؛ بل هي قضية إنسانية وأخلاقية تستصرخ العالم، ولا يجوز أن تمر هذه الجريمة دون محاسبة، فالعدالة وحدها قادرة على كسر دائرة الإفلات من العقاب وحماية النساء العاملات في القطاع العام والمجتمع المدني.

النساء خط أحمر، و لن نصمت بعد اليوم أمام مسلسل الدم الذي يلاحقهن.
 نريد أن نحيا في مجتمعات تحترم حياتنا واختياراتنا دون أن يظل شبح رصاصة يتربص بنا فقط لأننا اخترنا أن نعمل ونخدم أوطاننا ...